بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :

التكنولوجيا ساهمت في تطور كثير من المجالات العملية والعلمية خصوصاً المجال الطبي من جميع النواحي (علاج , تشخيص ، تصوير ، تحليل ، ...) في هذا الموضوع أحب أن أقدم معلومات بسيطة عن تخصصي " تخصص التكنولوجيا الطبية الحيوية ".
التكنولوجيا الطبية الحيوية بالنسبة لي مجال جامع كل المجالات الأخرى وهناك مثل دائماً أردده يقول "خُذ من الشيء كل شيء ومن كل شيء شيئاً" وهو ما ينطبق على هذا التخصص.

الرؤية :

تثقيف الراغبين بدخول هذا التخصص وأيضاً مسح الفكرة الموجودة عند بعض الأشخاص من ناحية بيئة العمل.

الهدف :

- نشر هذا التخصص وتوعية المجتمع بأهميته ودوره الكبير في تحديد واختيار الأجهزة والتصاميم وتخطيط المستشفيات ومحاكاة الواقع و...
- تغيير الأفكار الخاطئة المنتشرة حول هذا التخصص وخصوصاً حصرها في صيانة الأجهزة.
- انتشار الفساد الإداري في المستشفيات والشركات والتلاعب في الأسعار والمواصفات يجعلك تطالب بالتعديل والتغيير والتطوير أيضاً ، لكن بدون متخصصين في هذا المجال يكون من المستحيل الرُقي للأفضل.

راح يكون كلامي مشتمل على النواحي الأكاديمية والعملية للتوضيح والربط بينهم وراح أدخّل بعض تجاربي اللي صارت لي في الأربع سنوات الماضية سواءً اللي قضيتها في دراسة هذا التخصص أو في ممارسة العمل ميدانياً ( كـ متدرب ) أو في مواجهة بعض الأشخاص اللي ما فهموا فكرة هذا التخصص.

من ناحية التسمية :

يعتبر هذا المجال في جامعة الملك سعود مجالاً طبياً وفي جامعة الملك عبدالعزيز مجالاً هندسياً.
الفرق بينهما : خريج جامعة الملك سعود يسمى أخصائي ويتبع الكادر الطبي ( لكن في سوق العمل يسمى مهندساً ) وخريج جامعة الملك عبدالعزيز يسمى مهندساً ويتبع الكادر الهندسي ، الفرق ثاني في جامعة الملك سعود من بداية التخصص يكون توجهك مباشرة في التكنولوجيا الطبية أما في جامعة الملك عبدالعزيز فيكون توجهك لهذا التخصص في المستوى الأخير فقط .

من ناحية الدراسة :

من مسمى التخصص يوضح لنا تركيزه على التكنولوجيا وتطورها وهذا يعني تركيزه على المجال التكنولوجي أكثر من تركيزه على المجال الطبي.
أقدر أقول 70% تكنولوجيا ، 20% طبي ، 10% إداري.
تركيز الدراسة على التكنولوجيا من ناحية كهربائية وميكانيكية وفيزيائية يعني لازم تكون جيد في الفيزياء ( حساب الجهد والتيار ، حركة الإلكترونات ، و... ) والرياضيات ( معادلات رياضية )

الآن راح ادخل في العمق شوي للي حاب يعرف أكثر
في المستويات الأولى تتعلم المبادئ والمكونات الأساسية ( قانون أوم ، قانون كيرشوف ، المقاومة ، المكثف ، الملف ، الجهد ، التيار ، ... ) وبعض المسائل الرياضية ، بعد كذا تدخل مرحلة متطورة في استخدام المكونات الأساسية ودراسة مكونات متطورة (الصمام الثنائي أو ما يسمى الدايود ، الترانزستور بأنواعه ، ...) وبداية التصاميم باستخدام برامج التصميم مثل (solid work . OrCad ) ، وفي المستويات المتوسطة تبدأ دراسة الإشارات والذبذبات وكيفية نقلها من جسم الإنسان إلى الجهاز وهنا تُنهي مرحلة الـ(Analog) وتبدأ مرحلة الديجيتال (Digital) ولغات البرمجة – بشكل مبسط – وربط الأجزاء ببعضها البعض ، وفي نهاية المستويات تبدأ دراسة الإدارة والتنظيم ودراسة المحاكاة والتصميم باستخدام برامج مثل ( ANSIS , Matlab ) والاستخدامات الطبية للحاسب الآلي.

راح يكون التسلسل الدراسي في المكونات على النحو التالي :
1- Basic components ( Resistors , Capacitors , Inductors ).
2- Advanced components (Diodes , BJT Transistors ,FET Transistors).
3- Boards.
4- Equipments or Devices.

هذا من ناحية التكنولوجيا والإدارة ، من الناحية الطبية راح يكون فيه مادة "تشريح ووظائف الأنسجة" وراح يكون فيه مواد عن العين وتشريحها وكيفية تكون الصورة فيها "بصريات" وعن الأذن وتركيبها وكيفية السمع وانتقال الصوت.

من الناحية العملية :

للأسف انحصر هذا التخصص في الصيانة والتركيب في عقل العامة وهذا شيء غير صحيح فالصيانة والتركيب هي جزء بسيط وبالغالب الصيانة والتركيب يكون مسئول عنها الفنيين إلا بعض الأجهزة أو التمديدات المعقدة ( مثل تمديد الغازات الطبية ) فهي من تخصصنا.
عملياً هناك طريقين إما العمل الميداني ( التفصيل قادم ) أو الأكاديمي ( بحوث ، تطوير ، ابتكار ، ...) والمجال واسع جداً خصوصاً بعد توجه التكنولوجيا إلى تقنية النانو.
عمل الأخصائيين أو المهندسين يبدأ من قبل بناء المستشفيات أو العيادات أو المراكز الطبية أو المختبرات من ناحية التخطيط والاختيار والإدارة والصيانة الدورية وإصلاح الأعطال و الاستبدال ( أقدر أسميها دورة حياة كاملة ).

الآن راح ادخل في العمق شوي للي حاب يعرف أكثر

التخطيط:
تخطيط المركز الطبي كاملاً من حيث اختيار أماكن غرف التصوير وغرف المرضى وارتفاع السرير أو الطاولة وغرف العزل وإمدادات الغازات وأماكن الأجهزة حتى الأبواب يُرجع للمهندسين الطبيين في اختيار حجمها ومكانها.

الاختيار والعقود:
اختيار الأجهزة يتحكم فيها المهندس الطبي بالإضافة إلى الأطباء أو مستخدمي الأجهزة.

التدريب:
تدريب الطاقم الطبي من ممرضين وأطباء وأخصائيين على الاستخدام الأمثل للجهاز لتجنب الأخطاء الناتجة عن سوء الاستخدام

الصيانة:
صيانة الأجهزة إما صيانة دورية وهي دائماً ما تكون مخططة مسبقاً من قبل الشركة المصنعة للجهاز أو صيانة إصلاحية لإصلاح الجهاز من الأعطال ودائماً هذي تزيد مع الخبرة.

الاستبدال:
في حالة ارتفاع تكاليف الصيانة وتطور الأجهزة وزيادة بعض الخدمات أو الإضافات على الجهاز فإنه من الأفضل تغيير الأجهزة.

أدق التفاصيل تأتي في دراسة التخصص.

في النهاية أتمنى أنني غطيت أغلب الأشياء وأي استفسار أنا حاضر.
بالتوفيق للجميع..